-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
اليوم هو الثاني من شهر رمضان المبارك، فكل عام وأنتم بخير، وهذا العام يتميز بأمرين بين السلب والإيجاب، أولهما غلاء الأسعار والثاني إجازة الطلاب والمعلمين، فنتوقع تأثير ذلك على الكثير من الأسر، لكن الكيس من استثمر هذا التغيير لصالح تربية الأسرة.
فغلاء الأسعار مع ما اعتاد عليه الناس من استهلاك مبالغ فيه في رمضان قد تكون نتائجه وخيمة مع استمرار ثقافة الاستهلاك، ومع ذلك علينا ألا ننظر إلى الجانب السلبي فقط فهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي يمكن أن نحصلها إن عملنا على ذلك.
فقد أصبح معروفا للجميع ارتفاع نسبة مرضى السكري بالسعودية بدرجة تثير القلق، ليس من المرض نفسه فقط بل مما يترتب عليه من نتائج على صحة الجسم عامة، وارتفاع نسبة السمنة، وهذه الأمراض مرتبطة بالشراهة الاستهلاكية في مجال الأطعمة غير الصحية، والتي أصبحت سمة لوجباتنا داخل المنزل أو خارجه. فلو حاولنا تغيير عاداتنا الغذائية والتركيز على العناصر المفيدة، والتي تمثل الورقيات النسبة الأكبر منها ولا يمثل سعرها الرخيص عبئاً على الدخل مهما زاد استهلاكها، كذلك الفواكه بدلاً من الحلويات الغارقة في الدهون والسكر المكرر، لسلمت الجيوب ولتحسنت الصحة بإذن الله.
أما منسوبات التعليم من وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي، المتفرغات هذا العام فيمكنهن الاستمتاع بروحانية رمضان أكثر من أي عام مضى، فصلاة التراويح مع الاجهاد طوال اليوم تسبب الإرهاق وتقلل فرصة الخشوع، بالإضافة إلى إعطاء أفراد الأسرة مساحة أكبر من الاهتمام والمتابعة. وآمل ألا يكون تفرغ السيدات هذا العام سبباً في زيادة الأطباق على مائدة الفطور فتتخم البطون ويحدث ما لا تحمد عقباه، ومن الممكن الاستفادة من تفرغهن بإعداد أطباق رمضانية مدروسة تحمل المتعة والصحة لأفراد العائلة. وفي هذا العام تكون فرصة الاجتماع الأسري أكبر من مثيلتها في أي عام مضى شريطة أن يقوم الوالدين بتوجيه أفراد الأسرة نحو تنظيم أوقاتهم والنوم مباشرة بعد صلاة الفجر حتى الظهر، على الرغم من أن النوم ليلاً هو الأمر الطبيعي فهو الأصح للبدن، لكن الناس مع الأسف اعتادوا السهر حتى أصبح نوم الليل هو المستنكر بين الشباب.
كما أن ارتياح الأسر من متابعة أبنائها صباحاً للاستيقاظ للمدارس، لا يعفيهم من متابعة استثمار أبنائهم لهذا الشهر الكريم بحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وتخصيص وقت محدد يومياً تجتمع فيه الأسرة لمتابعة حفظ أفرادها القرآن ويمكن تحفيزهم على ذلك بمكافآت مالية أو عينية.
وكما أن هذا الشهر المبارك، هو شهر الصبر والتواصل والتراحم، فإن ما يمكن أن نجنيه من كون هذا الشهر ضمن الإجازة الصيفية، يضاعف مزاياه، ويشغل الأبناء بما ينفعهم بدل ضياع أوقاتهم متسمرين أمام شاشات التلفاز من الفطور حتى السحور.
Fma34@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة